هل سيستفيد المواطن من إنشاء هيئات التحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان؟
علاقة التحول الرقمي في السودان بالخدمات الحكومية
- التحول الرقمي مشروع وطني حتمي ولازم في تحديث إدارة الدولة
كتب: محمد معتصم إبراهيم.
مثَّل قرار رئيس الوزراء السوداني بقيام 3 هيئات وطنية جديدة تختص بالتحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان، إضافة إلى حوكمة البيانات قفزة مهمة تجاه تحديث وتفعيل مؤسسات الدولة لتعمل بالكفاءة والجودة القصوى.
لكن السؤال الذي يطرح من جانب المواطن السوداني: إلى أي مدى يمكن أن تتأثر حياة المواطن إيجابيا بفعل الخطوة؟، وما حجم الاستفادة التي تتنزل على أرض الواقع؟.
علاقة التحول الرقمي في السودان بالخدمات الحكومية
ترجو الحكومة من خلال تنفيذ الخطط بجدية وجودة أن يتمكن المواطن في المستقبل من دفع الرسوم واستخراج الأوراق الرسمية والتعامل مع المؤسسات الحكومية عبر بوابات رقمية موحدة عن طريق هاتفه المحمول، وهو أمر تسير عليه الدول المختلفة في غالب بلاد العالم.
يتوقع المسؤولون أن يحول وجود وفعالية نظم التحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان المعاملات الورقية ذات الدورة الطويلة إلى تعاملات إلكترونية سلسة وسريعة تحد من الفساد وتقلل إمكانية حدوثه، وتوفر وقت وجهد المواطن طالب الخدمة.
ما المنتظر من تشكيل هيئة للأمن السيبراني؟
يرتبط التحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان وفي بلاد العالم المختلفة بشكل وثيق لأجل الحفاظ على البيانات وحمايتها، وهو مجال مهم بالنسبة للحكومة الإلكترونية.
والأمر بذات الأهمية عند الحديث عن هيئة البيانات والذكاء الاصطناعي، والهيئتان تمثلان درعا يحمي خصوصية المواطن وحفظ بياناته من سوء الاستخدام سواء من جانب جهات داخلية أو خارجية.
تسعى الحكومة من خلال إنشاء المنظومة السيبرانية إلى امتلاك مفاتيح الأمن الرقمي، ولذلك آثار جيدة متوقعة في حالة تنفيذ القرارات على النحو المعمول به عالميا، إذ يعزز النظام الثقة في التعاملات و يُشعر المواطن بالأمان عند استخدام الخدمات الرقمية الحكومية.

إسهام الهيئات الثلاث في خلق فرص العمل
قرار رئيس الوزراء بإنشاء الهيئات الثلاث يتوقع أن يتيح للمواطنين المؤهلين فرصا للعمل في قطاعات التقنية والبيانات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وهذا حلم ظل يراود خريجي كليات الحاسوب والهندسة والإدارة، على مدى سنوات طويلة انتظروا فيها التحول الرقمي في السودان.
وسيكون بديهيا أن تبدأ الدولة برامج تأهيل وتدريب لإنجاز التحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان بواسطة كوادر سودانية باستطاعتها إدارة المشروع المهم واللازم والحتمي.
التحديات التي تواجه التحول الرقمي في السودان
من المتفق عليه والمعمول به عالميا أن التحول الرقمي أمر لا بد منه عند الحديث عن الدولة الحديثة ونظم الإدارة والمالية، والعلاقة بين المواطن والدولة.
رقمنة الدولة هي طفرة تجنبها الكثير من عوائق الخدمة المدنية التقليدية، وتغير علاقة المواطن بالحكومة بشكل جذري نحو الأفضل.
رغم الطموح الكبير المشترك بين الحكومة والمواطن السوداني إلا أن التحول الرقمي والأمن السيبراني مرتبط بقدرة الحكومة على التغلب على عدد من التحديات الواضحة والتي يأتي في مقدمتها:
1/ ضعف البنية التحتية التقنية.
2/ شح التمويل.
3/ استمرار انقطاع الكهرباء والإنترنت في بعض المناطق.
لقد ظل انقطاع الكهرباء والإنترنت عاملا مقعدا على مدى سنوات طويلة أمام التحول الرقمي في السودان، بل أسهم في خلق رأي عام سلبي تجاه الخدمات المرتبطة بالشبكات، فكثيرا ما لمس المواطن أن التعامل بالدورة الورقية أسرع من التعامل الإلكتروني.
أما التحدي الأكبر الذي يواجه الحكومة في مجال التحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان فهو القدرة الحاسمة والمرتبطة بالجدية في إحداث التغيير الثقافي في أسلوب العمل الحكومي ومفهوم الخدمة العامة، وهو تحد إن انتصرت فيه الحكومة فالمشروع سينتصرا حتما.

التحول الرقمي مستقبل الأمة السودانية
إن تمكنت الحكومة من إنفاذ المشروع بالشكل الذي أظهر فعاليته عالميا فإن المواطن السوداني سيكون المستفيد الأول من النظام الذي سيكون عادلا وشفافا وبعيدا عن البيروقراطية وسلحفائية الإجراءات التي عرفت عن النظام الورقي.
الهيئات التي وجه رئيس الوزراء السوداني بإنشائها ليست مجرد أجسام جديدة، إنما هي بوابات نحو عصر جديد تدار فيه الدولة بالتكنولوجيا والمعرفة، ولهذا فإن هذا المشروع يعد مشروعا وطنيا بامتياز، يهم مستقبل كل السودانيين بلا تمييز، بكافة مناطقهم وإثنياتهم واتجاهاتهم السياسية.
دعم مشروع التحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان دعمٌ لمستقبل مزدهر عنوانه الشفافية في إدارة الدولة، وقد آن للسودانيين أن يتمتعوا بما يتمتع به غيرهم في الكوكب منذ سنوات طويلة.
ختاما
لا يمكن الجزم باستفادة المواطن من مشروع التحول الرقمي والأمن السيبراني في السودان، هذا المشروع الطموح بشكل فوري، فنجاح المشروع مرتبط بالإرادة السياسية، والكفاءة التنفيذية، واستمرار التدريب، وتنمية البنيات التحتية، حينها سيكون السودان قد تحول كلية ليحمل وجها عصريا حديثا، بروح وثابة واقتصاد نام.